دعاء الخليل Admin
عدد الرسائل : 126 العمر : 35 تاريخ التسجيل : 12/08/2008
| موضوع: من11 ايلول 2001 الى 11 ايلول 2003 الإثنين أغسطس 25, 2008 5:06 am | |
| بعد ان شعرت الولايات المتحدة ، ان الخواء يلفها، منذ انفجارات سبتمبر عام 2001، والتي مرغت وجه اميركا، الذي انتفخ متباهياً بما حققته في حربها الباردة ضد الاتحاد السوفيتي، الذي انهار عام 1991، كذلك تباهيها بما حققته قواتها ضد الجيش العراقي مطلع عام 1991، واخذت الادبيات الاميركية تتحدث عن قرن اميركي جديد، وحققت الادارة الاميركية بعض العمليات ، التي تعد محدودة في ضوء الطموح الاميركي، منها عملياتها العسكرية في الصومال، والحرب في يوغسلافيا السابقة، وضرب مصنع ادوية الشفاء للأدوية في السودان، والعدوان على العراق اواخر عام 1998، لكن جميع تلك العمليات ، لم تكن كافية لعرض القوة العسكرية الاميركية، التي تريدها المدخل الاوسع والأهم، لتسويق الثقافة ونمط الحياة والتفكير الاميركي، وجعله احد الوجبات الرئيسة للعوائل في مختلف ارجاء العالم.
ما ان جاءت انفجارات سبتمبر، والتي اتهمت بها مجموعة من المسلمين، حتى اصبحت الطبخة المعدة سلفا جاهزة، ومع كل ما تملكه القوات الاميركية ، من قوة وتفوق تقني وفي المعدات والامكانات الاعلامية والاقتصادية، الا انها كانت دقيقة في اختيارها للأهداف، التي تعرض فيها قوتها امام العالم.
كان الاختيار الاول، هو افغانستان، وجاء على خلفية الانفجارات ، رغم ان القوات الاميركية صدرت اليها الاوامر لشن الحرب على افغانستان قبل الحادي عشر من سبتمبر، وتناقلت بعض الصحف الاميركية اوامر تحرك القوات في الثلاثين من اغسطس، أي قبل حوالي اسبوعين من الانفجارات المذكورة.أي ان الحرب على افغانستان ، كانت حاصلة لامحالة، وان الحرب على العراق بعدها، وبحسب الترتيبات الزمنية ، ولحسابات محددة .
لم يكن بالامكان البدء بالعراق لسبب بسيط ، هو ان الادارة الاميركية، ارادت ان تبدأ بدولة اسلامية ، تلقى حكومتها المعارضة وعدم التأييد من قبل اطراف عربية واسلامية، وهي حكومة طالبان، وعندما شنت الحرب على افغانستان ، ولم تجد من يعترض عليها، او يقاومها على أقل تقدير، فأن التهيئة بدأت لشن الحرب على العراق.
وكما اسلفنا، فأن الحرب على العراق كانت ستقع، مهما كانت الظروف ، والدليل ان الذريعة التي اتخذتها اميركا لشن الحرب ، وهي اسلحة الدمار الشامل، لم يتم العثور عليها، وهذا يؤكد ما ذهبنا اليه لهذا ما ان تأكدت الادارة الاميركية من تدمير آخر صاروخ جاهز للأطلاق من صواريخ ( الصمود اثنان) يوم السادس عشر من مارس عام 2003، هو الصاروخ رقم 76، حتى سارع الرئيس جورج دبليو بوش لحسم امر الحرب، واعطاء مهلة الثمانية واربعين ساعة المعروفة، ومع كل ما حصل ، فأن اميركا لم تتمكن من اثبات أي اثر لتلك الذريعة، التي استخدمتها لشن الحرب واحتلال دولة مستقلة.
اذن كانت اميركا تريد شن الحرب لأسباب كثيرة، يتحدث الكثيرون عنها، ومن بينها، ان الولايات المتحدة، ارادت ان تعلن زعامتها على العالم، ولكنها اختارت اضعف دولة لشن الحرب عليها، وهو العراق، ولهذا اطلقت بحربها ضد هذا البلد، اوسع دعاية لقواتها العسكرية ولوسائل اعلامها، ولما تسميه بالخطط الناجحة، والافكار الخلاقة والعبقرية الحربية الاميركية.
في الحقيقة، لم تحقق اميركا أي انتصار، لأنها اختارت العراق، دولة بلا اسلحة ، اذ ان العراق لم يتمكن من تحديث اسلحته منذ نهاية الثمانينيات، اضافة الى انه تعرض لأبشع حصار اصرت اميركا على استمراره طيلة ثلاثة عشرة سنة، وواضح انها كانت تريد انهاك الشعب والجيش ، لشن الحرب، لتحقق ما تسميه انتصاراً ، يضاف الى ذلك، ان عدد نفوس العراقيين، الذين هاجمتهم اميركا وبريطانيا، هو في حدود العشرين مليون نسمة، مقابل مايزيد على الثلاثمائة مليون نسمة في اميركا وبريطانيا، ناهيك عن التجهيزات والاتصالات الحديثة والاقتصاد القوي والتفوق الاعلامي.
هل يمكن ان يطلق شخص واحد على ما قامت به اميركا ضد العراق ، على انه انتصار.
انا احاجج أي عاقل بجميع الحقائق، واتحدى من يقتنع او يتمكن من اقناع احد، بأن ما حققته اميركا ضد العراق، يعد انتصاراً ، بالمفهوم الحقيقي، الذي تقف في مقدمة الاوليات فيه، عناصر التكافؤ في جميع الميادين فصحوا يامسلمين وياعرب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا تنسوا الرد .................................................. .................... | |
|