دعاء الخليل Admin
عدد الرسائل : 126 العمر : 35 تاريخ التسجيل : 12/08/2008
| موضوع: رد: ما هو الجهاد بنظر بعض الناس الأربعاء أغسطس 13, 2008 8:06 am | |
| - Admin كتب:
- ما الذي تعنيه كلمة الجهاد؟
[color=white]ورد أحد الأجوبة على هذا السؤال الأسبوع الماضي حينما أراد صدام حسين من زعماء المسلمين عنده أن يتوجهوا بنداءاتهم للمسلمين على امتداد العالم لينضموا إليه في الجهاد من أجل هزيمة "الأمريكيين الأشرار" فيما لو هاجموا العراق، ثم هدد صدام نفسه الولايات المتحدة بالجهاد.
وفقاً لهذا، فإن الجهاد هو "الحرب المقدسة." أو أن الجهاد على وجه أدق يعني المحاولة الجمعية القانونية الإلزامية لتوسيع المناطق التي يحكمها المسلمون على حساب المناطق التي يحكمها غير المسلمين.
بكلام آخر، الهدف المباشر من الجهاد ليس لنشر العقيدة الإسلامية بل لمد السلطة الإسلامية (الإيمان يأتي بعد العَلَمْ). وبهذا فإن طبيعة الجهاد هجومية بلا اضطراد وهدفه النهائي هو تحقيق سيادة المسلمين على الكون برمته.
لم يكن للجهاد معنيان مختلفان عبر القرون أحدهما أكثر تطرفاً والآخر أقل. أو أن المعنى الأول يعتبر أن المسلمين الذين يفسرون إيمانهم بشكل مختلف هم ملحدون ولهذا فهم هدف مشروع لإعلان الجهاد عليهم. (وهذا ما جعل الجزائريين والمصريين والأفغان يجدون أنفسهم ، كما هو الحال عند الأمريكيين والإسرائيليين، غالباً ضحايا العدوان الجهادي). بينما يرفض المعنى الثاني المقترن بالروحانيات المعنى الشرعي للجهاد بوصفه صراع مسلح أويأمر المسلمين بأن ينسحبوا من مشاغل الدنيا من أجل التعمق الروحاني.
الجهاد بمعنى التوسع كان دائماً السمة المركزية لحياة المسلمين. وهذا هو الأمر الذي أفضى إلى حكم المسلمين في معظم مناطق شبه الجزيرة العربية عند وفاة الرسول محمد في عام 632، وهو أيضاً الأمر الذي أفضى بعد قرن من هذا التاريخ إلى غزو المسلمين لمنطقة تمتد من أفغانستان حتى إسبانيا. وقد اكتسب الجهاد لاحقاً مكانة جعلته يبررغزوات المسلمين لمناطق مثل الهند والسودان والأناضول والبلقان.
إن المصدر الرئيسي والأول للإرهاب في العالم اليوم هو الجهاد، إذ يلهم لحملة عنف على نطاق العالم من قبل مجموعات تعتبر نفسها جهادية منها:
الجبهة الإسلامية العالمية للجهاد ضد اليهود والصليبيين: منظمة أسامة بن لادن؛ الجهاد لاسكار: وهي المجموعة المسؤولة عن قتل أكثر من عشرة آلاف (10,000) مسيحي في إندونيسيا؛ حركة الجهاد الإسلامي: وهي مجموعة بارزة في إنتاج العنف في كشمير؛ منظمة الجهاد الإسلامي الفلسطينية: وهي المجموعة الإرهابية الأكثر ضراوة من كل هذه المجموعات في عداوتها لإسرائيل؛ منظمة الجهاد الإسلامي المصرية: وهي المنظمة التي قتلت السادات في عام 1981، وتابعت بعد ذلك بقتل العديد غيره؛ منظمة الجهاد الإسلامي اليمنية: وهي المنظمة التي قتلت ثلاثة مبشرين أمريكيين يوم الاثنين الفائت. إلاّ أن التواجد الأكثر ترويعاً للجهاد حقيقة في الوقت الحاضرهو في السودان، حيث أن الحزب الحاكم كان يحمل حتى الفترة الأخيرة شعار "الجهاد والنصر والشهادة." لمدة عقدين وتحت رعاية الحكومة هاجم الجهاديون غير المسلمين وسلبوا ممتلكاتهم وقتلوا ذكورهم.
وقد استعبد الجهاديون عشرات الآلاف من الإناث والأطفال وأجبروهم على اعتناق الإسلام، وأرسلوهم في مسيرات قسرية وانهالوا عليهم ضرباً وزجوهم في الأشغال الشاقة. وقد عانت النساء والفتيات من اغتصاب طقوسي جمعي، وعانت كذلك من القيام بتشويه أعضائهن التناسلية واستعبادهن جنسياً.
لقد تسبب الجهاد الذي تدعمه حكومة السودان بموت ما يقارب المليوني شخص وتشريد أربعة مليون آخرين – الأمر الذي يجعلها أكبر كارثة إنسانية في فترتنا هذه.
بالرغم من كون سجل الجهاد يبين أنه مصدر رئيسي للصراع لمدة أربعة عشر قرناً وأنه تسبب في معاناة إنسانية تفوق الحصر، فإن المدافعين الأكاديميين والإسلاميين عنه يزعمون أنه يجيز القتال للدفاع فقط، بل إنهم يزعمون أنه كلياً لا عنيف، يؤكد هذه النقطة الأخيرة ثلاثة أمريكيين أساتذة للدراسات الإسلامية حيث يشرحون أن الجهاد هو:
"العمل ضد الشر في النفس وضد كل مظهر شر في المجتمع" (إبراهيم أبو رابي، من معهد هارتفورد)؛ "مقاومة التفرقة العنصرية أو العمل من أجل حقوق المرأة" (فريد إيسك، من معهد أوبورن) و "أن يكون المرء تلميذاً أفضل، وزميلاً أفضل، وشريك عمل أفضل. والأهم من كل شيء سيطرة المرء على غضبه" (بروس لورنس، جامعة ديوك). سيكون الأمر رائعاً فيما لو يرتقي الجهاد لتصبح عدوانيته ليس أكثر من سيطرة المرء على غضبه، لكن ذلك لن يحصل ببساطة أن الحقيقة الرهيبة تبعدها الأماني. بل على العكس، إذ أن الادعاء بالجهاد الحميد يعيق المحاولات الجادة لانتقاد الذات ولإعادة التفسير.
إن سبيل الابتعاد عن الإرهاب والغزو والاسترقاق يكمن في اعتراف المسلمين صراحة بدور الجهاد تاريخياً وبأن تتبع ذلك اعتذارات لضحايا الجهاد ويتم تطوير أسس إسلامية لجهاد لاعنفي و (الجزء الأصعب) في الواقع التوقف عن شن الجهاد العنفي.
لسوء الحظ، مثل هذه العملية التخليصية ليست قيد التنفيذ، وربما سيستمر الجهاد العنيف إلى أن تسحقه قوة عسكرية عظمى (وزير الدفاع دونالد رامسفيلد، من فضلك سجل هذه الملاحظة). فقط عندما يُهزم الجهاد سيكون للمسلمين المعتدلين صوتاً وعندها يبدأ العمل الحقيقي لتحديث الإسلام. [/color] | |
|