حالُ الثقافة وما آلتْ إليه أحوالُ الفِكرِ تلخصُها حالُ الفضائيات المنتشرة دون ضوابط ..
وحين تتجول بين الفضائيات ..يروعك كم التناقض والازدواجية ،
التي تكادُ تصلُ إلى حدّ الفصام..فبينما نجدُ باقة روتانا والقنوات الأخرى التي اسُتنسِختْ عنها ..تقوم بعرض العري والإيحاءات الجنسية الواضحة بكلّ لحظة ..ضاربةً بعرض الحائط ..كلّ القيّم والحدود المنطقية التي تربينا عليها،ولسان حال هذه القنوات ..هي مزيد من التغريب لجيلٍ فقد هويته ..وظلّ متأرجحاً بين ماضٍ مجيدٍ وبين حاضرٍ مفلسٍ..
هذه المحطات استحضار لسوق الرقيق حيث كانت تبُتاع الجواري والقين الحسان .ويأتي الطلاب والراغبين بشرائهم
الآن وفي عصر التكنولوجيا صار هناك سوق جواري أنيق تُبذَلُ له أموال طائلة لتصديرمفاهيم جمال مصنّع يحدده ذوق التجار و لتكريس ثقافة الابتذال تصير فيها المرأة سلعة رأسمالها الجسد..
وببساطة مطلقة تنتقل إلى محطات خُصصِتْ لتكريس مفاهيم التزمت ..والزهد بالحياة وبالتالي غرس مفاهيم عنيفة في عقل مراهق لن يستوعب كمّ التناقضات الهائل بين مايوصى به وبين مايراه على الشاشات وفي الشارع
ونجد أنفسنا وكأننا لا نملك سوى هذين الخيارين ..إما انعتاق من أي ضابط ..أو مزيد من الانغلاق.
وكل هذا يجعلنا في دائرة ضيقة لا تجعل للفكر له منفذ..
أما الغريب العجيب.. هو أن تنتقل موائد المنجمين والمشعوذين إلى الأثير دون حسيب أو رقيب..فهاهو أبو علي ينقلك إلى عالم الجنّ .. ويروي عنهم الحكايا ويردّ كل فعل بالكون لقدراتهم وها هو يحلّ كافة المشاكل بكل ثقة
..وهناك الشيخة فلانة ..تنظّف البيوت من سحر الأقارب والجيران ..وهات يا اتصالات تزيد من ثروات القائمين عليها
ثمّ تأتي الاستغاثات بالغيب والمزيد من التخدير والتواكل على جهد الشيخ الجبار بحلول سحرية لتحويل الفشل إلى نجاح والفقر إلى ثروة ...
وإذا ما قمنا بعمل إحصائية نظرية ..نجد أن الأعمار الصغيرة ..تهدر وقتها ومالها في مسجات تكتبها بعربية مشوهة ..وكلام لا معنى له ..تفوح منه رائحة الكبت وعدم الوعي..
وأما الأعمار المتوسطة ..فهمها الرياضة وبرامج الواقع كما يحلو لهم تسميتها والتماهي بالغرب بكلّ تفاصيله ..والطربق الى كسب رضا العاملين على هذه البرامج هي بقدر ابتعادك عن انتمائك ،وكلما خلعت ثوب انتمائك تكون الرابح..
أما الأعمار المتقدمة ..فحتماً مفروزة إلى مدمن سياسة ..أومتجول رشيق بين محطات تتبنى كلّ منها وجهة نظر الممولين لا وجهة نظر الحقيقة..وعلينا أن نستقرأ الخبر اليقين بعملية متوسط حسابي ....أو تكرار صيغته في أكثر من محطة..
وبعضهم من فضل الهرب من مشاكل الحياة والوطن ..وراعه منظر القتلى والظلم المتلاحق على الشاشات وأعلن إفلاسه ..
فاتجه إما إلى محطات مثل إقرا يلوذ بها ضارباً عرض الحائط بكل عمل أو فكر استوجب أعماله ..أو ارتأى أن يستجير بمشايخ الشعوذة ..ليشتري الوهم والأحلام الوردية..أو محطات إباحية تدخله أيضاً في عالم الأوهام والتغريب..
طبعاً ناهيك عن محطات الأفلام التي تصرّ محطاتها أن تحفظها غيباً لمشاهديها ..
ومن المحطات من تجاوزها الزمان بكثير ..فبدت شاحبة لا طعم لها ولا لون..
بكلّ الأحوال ورغم وفرة القنوات والتخصصات ...لا نستطيع أن نقول بكل أسف أنّه توجد محطة واحدة هي مرآة حقيقية لشعوبنا وهمومنا باستثناء بعض المجتهدين الذين يفلحون ببعض البرامج بايصال شيئاً من صرخات واقعية
أما بشكل عام فيندر أن تثق بمحطة بأنها يمكن أن تضع اليد على الجرح،وتدخل عالم الناس البسطاء الذين يمثلون الأغلبية الساحقة من مجتمعاتنا..
كلمة أخيرة..
ما نراه على شاشات الفضائيات ..هو بمثابة احتلال فكري حقيقي.. وتكريس لمفهوم ثقافة انهزامي أو متطرف.. وواجب مقدّس علينا أن نحارب بفكرنا هذا الاحتلال الفكري.. ليس بدفنِ رؤوسنا وإنمّا بمناهج مدروسة ..تقنِع هذا الجيل بلغته وانتمائه..
فهل ندرك وقبل فوات الآوان إنقاذ جيل بأكمله من خيارات الاحتلال الفكري أو الاختلال النفسي..
انا بصراحة رح احكي رأيي الشخصي كأنسان ... انا من رايي انو هاد الشي هو احتلال فكري لاحظوا شغلة مهمة انو الغرب بستعمرونا وبحتلونا بافكارنا وبقيمنا وبعاداتنا وبتقاليدنا وبوخدوا منا الشي الي بفيدنا وبعطونا الشي الي بضرنا على سبيل المثال انو لحد الان اكبر الجامعات في واشنطن ونيويورك وحتى في الجامعات الغربية بصفة عامة بدرسوا خطط خالد بن الوليد العسكرية في الحرب ..... واحنا الشعوب العربية للاسف الشديد شاطرين في شغلة وحدة بس منحكي على الناس والغلط فينا والمشكلة انو بنقول عن حالنا مثقفين واحنا لا نمد للثقافة باي صلة ..... طالب الجامعة بكون يقدم الماجستير واقعد معو احكي بتكتشف انو ما بعرف يحكي او ما في عندو شي يحكية لانو معدوم الثقافة ..... طبعا مع احترامي وتقديري الشديد لطلاب الجامعات ..... حتى بستعمروا اطفالنا بالالعاب الي بنشروها بالاسواق مثل لعبة ___ الكنترا سترايك__ او لاللعاب الحربية .. عشان لما يزورنا وفد من السويد او من النرويج او من ايطاليا للتضامن مع الشعب الفلسطيني ويشوف الاطفال او حتى الشباب كيف بمارسو هاي العادة عصبن عنو رح يحكي عنا انو احنا شعب ارهابي ومجرم ..... او حتى لاحظوا اليوم الصبايا او طالبات المدارس الي في سن المراهقة او حتى الشاب او حتى الاسرة بشكل عام الي بتابعوا مسلسل_نور _ التركي او مسلسل__ سنوات الضياع __ لاحظ انو طالبات المدارس بتكون حاطة على كتاب الرياضيات مثلا صورة مهند ومش بس هيك حتى خلفيات الكومبيوتر وعلى على جدران البيت حبا بمهند وكأنة هاد الشخص تشي جيفارا او فيدل كاستروا او رمز من رموز الثورة والحرية والانسانية .........
انا اسف على الاطالة .... ومعلش سامحوني اذا اخطئت بحق اي انسان ..... لكن انا بحكي رأيي الشخصي ومن حقي احكي رايي الشخصي ما دام انا بحكي عن حالي اني حر وانا حر .....
الرفيق... اليساري الاحمر
الأحد سبتمبر 14, 2008 11:46 am من طرف 
موضوع: تعالوا نفكر مع بعض.... ثقافة الفضائيات احتلال ام احتلال فكري؟؟؟؟؟؟ 
